¤ نص الإستشارة:فضيلة الشيخ...أنا فتاة متزوجة ولي أولاد، أسكن مع أهل زوجي، غير أنني أجد منهم مضايقة شديدة، وخاصة أخته الكبيرة التي تتحكم بالبيت ومن فيه بمن في ذلك والداها، فهي مطلقة ولها أبناء مشاكسون، يكثر إعتداؤهم على أبنائي بالضرب والمهانة...كرهت البيت، وزجي ظروفه لا تسمح بفتح بيت آخر، فهو المعيل لأهله...ماذا أصنع؟
* الــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الإنسان في هذه الحياة معرض لكثير من أنواع الإبتلاء، ومنها ما قد يناله من أذية من بعض الأهل والأصهار وفي جميع الأحوال يتعين الصبر وهو كما قيل:
الصبر كالصبر مر مذاقه*** لكن عواقبه أحلى من العسل
ولا شك أن الظلم الواقع من ذوي القربي شديد الوقع على النفس، والله سبحانه يقول في محكم التنزيل: {وبشر الصابرين...} وقال: {إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب} فاحذري من التشفي وحب زوال النعمة عن الآخرين، وإنه لمن دواعي السرور أن توجد مسلمة تتقبل وضعية زوجها ولا تكلفه من الأمور فوق طاقته.
مرحبا بك أيتها الفاضلة ونضع بين يديك بعض التنبيهات لعلها تكون نافعة لك بإذن الله:
1= عليك باللجوء إلى الله بأن يصلح لك الأمور ويجنبك الشرور ويبعد عنك كل سوء، ويفتح على زوجك ويرزقه من حيث لا يحتسب.
2= كون زوجك برا بأهله وبخاصة والديه أمر يبعث على السرور، فإن أمر البار بوالديه إلى خير، وتوفيق الله منه قريب -بإذن الله- وعليك بكثرة الدعاء له بالصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
3= بشأن الأبناء عليك أن تتعاملي معهم جميعا وكأنهم إخوة أشقاء، ولا تشجعي أبناءك على حب التشفي والإنتقام من الآخرين، بل عوديهم على حب العدل، وحب الإنصاف والحصول على حقوقهم بطريقة ودية.
4= عليك بشغل أوقاتك بالنافع من الأمور ولا تقعي فريسة للتفكير بصورة سلبية...بل كوني إيجابية وتعاملي مع الواقع بقدر من الحكمة والإستيعاب للآخرين...وإن أوجدت إهتماما مشتركا بينك وبين أخت زوجك فهذا أمر جيد ومعين على ردم هوة الخلاف الحاصلة بينكما.
5= لا تكثري من الشكوى لزوجك فإن ذلك قد يكون سلبيا بطريقة لا يفطن لها، بل قد يجر لخلافات عميقة بينكما فاحذري من ذلك.
6= السكن الملائم حق لك ولكن عليك أن تراعي ظروف زوجك وسلي الله التوفيق والنجاح، وتذكري أنك تعيشين مع أسرة جيدة مادام مصدر الإزعاج فيها شخص واحد.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل...
المصدر: موقع رسالة الإسلام.
